قولُه: «فاعلمْ أنَّه صاحب هوًى وصاحبُ
قولِ سوءٍ» أي: من يسُبَّ الصحابةَ صاحِب هوًى يتَّبِع هواهُ، وقال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ
هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القصص: 50]، وصاحبِ
بدْعةٍ، وصاحب نفاقٍ، فكلُّ شرٍّ فيه.
قولُه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا» الواجب السُّكوت عن أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعدم الكلام فيهم إلا بالخيْر، والثَّناء عليهم، وعدم الدخول في شؤونهم.
قولُه: «فقد عَلِم النَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم ما يكونُ منهم من الزَّلل بعد موته، فلم يقُل فيهم إلا خيرًا»
العصمةُ بالنسبة للصحابة لإجماعِهم، فإذا أجمعُوا فإجماعهُم معصومٌ، وإجماعهم حجةٌ
قاطعةٌ، وأما إذا اختلفوا فهذا يُنظَر إلى من معه الدَّليل منهم؛ كغيرهِم، وليسوا
معصُومِين من الخطإ بالنسبة لأفرادِهم، فقد يحْصلُ منهم بعض الخطإ، ولكنَّ الله
غفر لهم، وخصَّهم بالصُّحبة، فلهم فضائل تُغطي ما قد يصدر من بعضهم من الخطإ، وذلك
لأمورٍ:
أولاً: لأنه مجتهدٌ لم يقصُدْ الخطأ، إنما اجتهد ولم يُصِب الحقَّ، فهو مأجورٌ
ومغفورٌ له خطؤُه.
وثانيًا: أن لهم من الفضائل ما يُغطي ما قد يحصُل من بعضهم من الأخطاء؛ لأن الله رضيَ عنهم، واطَّلع على أهل بدر فقال: «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» ([1])، قال سبحانه وتعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2845)، ومسلم رقم (2494).