إِذۡ يُبَايِعُونَكَ
تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18]، وقال: ﴿لَّقَد
تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ﴾ [التوبة: 117]، هذه
عامة، فقد تَّاب الله عليهم، وقالَ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ﴾ [آل عمران: 155]،
هم مغفورٌ لهم، فهم لا مطعنَ فيهم أبدًا، «قد
علم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ما يكون منهُم من الزَّلل بعد موتهِ» النبي
صلى الله عليه وسلم لا يعلمُ الغيبَ إلا ما أَطْلَعَه الله عليه، فقول المُؤلِّف: «قد علم» يعني بما علَّمه الله من ذلك
وما أَطْلعَه؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا،
فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ
مِنْ بَعْدِي» ([1]).
أخبرَه اللهُ أنه سيقع اختلافٌ، فأوصاهُم ماذا يصنعُون عند الاختِلاف،
وكانوا كذلك، كان الصَّحابةُ إذا اختلفُوا في شيءٍ رجعُوا إلى الكِتَاب والسُّنَّة
فأنْهَوا اختلافهم ورجعُوا إلى الحقّ ِ «فلم
يقل فيهم إلا خيرًا» النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أثنَى عليهم، مع ما
أَطْلَعه على ما يحصل فيهم بعدُه.
قولُه صلى الله عليه وسلم: «ذَرُوا أَصْحَابِي لاَ تَقُولُوا فِيهِمْ إِلاَّ خَيْرًا» ([2]) ذروا: يعني اتْركُوا أصْحَابي من الكلام فيهم لا تقولوا فيهم إلا خيْرًا، وأصحُّ من ذلك حديث: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46)، وأحمد رقم (17144).