×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

وإذا سمعتَ الرَّجلَ يطعن على الآثار أو يَردَّ الآثار أو يريد غيْر الآثارِ فاتَّهمهُ على الإسْلام، ولا تشكُّ أنه صاحبُ هوًى مُبتدعٍ.

واعلم أن جورَ السُّلطان لا يُنْقص فريضةٌ من فرائض الله التي افترضَها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، جَوْرُه على نفسه، وتطوُّعك وبِرُّك معه تام إن شاءَ اللهُ تعالى، يعني الجماعةَ والجُمُعة معهم، والجهادَ معهم، وكلُّ شيءٍ من الطاعات فشاركْهم فيه فلك نيَّتُك. 

**********

مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]) فالعمل القليل من آَحَادهم خيرٌ من العمل العظيم ممن جاء بعدَهُم؛ لسابقتهم بالإسْلام.

قولُه: «ولا تحدِّث بشيءٍ من زللِهم، ولا حَربِهم» لا تتحدثْ بما جرَى بينهم إلا على وجهِ الاعتذَار عنهم.

قولُه: «ولا تسمعْهُ من أحدٍ يُحدِّث به، فإنه لا يسلم لك قلبُك إن سمعْتَ» لا تستمع للذين يتكلمُون في الصَّحابة في المجالسِ، أو في الدُّروس، أو في أي مجال يتكلمون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تحضرْ هذه المجالس ولا تستمر في سماعها، بل اقطعها وابتعد عنْها؛ لئلاَّ يدْخُل شيءٌ في قلبك فتحْقِدَ على أصْحاب رسول اللهِ وتُبغِضَهُم فتهلكَ.

 هذا سبق بيانه وشرحه فلا حاجة لإعادته.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3470)، ومسلم رقم (2541).