×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: واحذرْ ثُم احذرْ أهلَ زمانِك خاصَّة، وانظرْ مَن تجالِس، ومِمّن تَسمع ومَن تَصحب، فإن الخَلق كأنهم في رِدَّةٍ إلا من عصمَه اللهُ منهم. 

**********

 هذا وتوجيهِ هذا، غَاية ما يكُون أنه قد يُحسِّن لك فِعل المَعصية فقط، أما أنه يُحذِّرك من السنَّة؛ فلا.

لا يُحذِّرك من السنَّة، بل يحترِم السنَّة ويُعظِّم السنَّة بخِلاف المُبتدع فإنه لا يُعظِّم السنَّة.

قولُه: «واحذرْ ثُم احذرْ أهلَ زمانِك خاصّة»؛ لأنه في وقتِ المُؤلِّف البَرْبَهَارِيّ رحمه الله عَظُمَت الفِتنة جدًّا فيحذرُ من كُل أهلِ زمانٍ ظهرَ فيه الشَّر والأهوَاء والبِدع، فهو يُحذِّر منها، وهذا ليس خاصًّا بزمانِه، بل كُل زمانٍ تظهرُ فيه الشرورُ، تَظهر فيه الأهواءُ، تَظهر فيه الدَّعواتُ البَاطلة فإنه يَشْتَدّ الحَذر على المُسلم فيَأخذ حذرَه.

قولُه: «فإن الخلقَ كأنهم في رِدَّةٍ إلا مَن عصمَه اللهُ منهم» هذا في وَقتِه رحمه الله وأيضًا هذا يتكرَّر، فوَقْتُنا هذا وما بعدَه -واللهُ أعلمُ- أَشَدّ؛ لأن كُلَّما تأخَّر الزمَان كَثُرَت الفِتن، وكَثُرَت الشرورُ، واسْتُغْرِبَتْ السنةُ، وقَلَّ المُتمسِّكون بها، فالخَطر أشدّ.


الشرح