قال
المُؤلِّف رحمه الله: ومن السنةِ أن لا تُطِيع أحدًا في مَعصية اللهِ، ولا الوالدينِ
والخَلْق أجمعينَ، لا طاعةَ لبشرٍ في مَعصيةِ اللهِ، ولا يُحِبّ عليه أحدًا، واكرَهْ
ذلك كُله للهِ تبارك وتعالى.
**********
بل يُؤمن بالقُرآن كُلّه، ويُؤمن بما صَحّ عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
كُله على ما جَاء عن اللهِ ورسُوله صلى الله عليه وسلم لا يَشُكّ أو يتوقَّف في
ذلك، هذا سبيلُ أهلِ الإيمانِ: التصديقُ بما في كِتاب اللهِ وبما في سنةِ رسُول
اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قولُه: «فَاتَّقِ اللهَ واحذرْ وتَعاهدْ
إيمانَك» أي: اتقِ اللهَ أن يقعَ في نَفْسك شكٌّ في كَلام اللهِ، أو شكٌّ في كلامِ
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، أو شكٌّ في اعتقادِ أهلِ السنةِ والجَماعة،
تَفَقَّدْ إيمانَك عن أن يقعَ فيه شيءٌ من ذلك.
قولُه: «ومن السنةِ أن لا تُطِيع أحدًا
في مَعصية اللهِ» هذا أصلٌ من أصولِ أهلِ السنةِ والجَماعة أخذًا من قَوله صلى
الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ
فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» ([1])، وقالَ سبحانه
وتعالى: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي
المَعْرُوفِ» ([2]) فمن أمرَ بمعصيةِ
اللهِ فلا تُطِعْه في هذه المَعصية ولو كانَ أباكَ أو أمَّك أو أقربَ الناسِ إليك
أو هو وَلِيّ أمرٍ أو سُلطانٌ لا تُطِعْه في المَعصية، قالَ تَعالى في اليَهود
والنَّصَارى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ
أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 31] لما
أَطَاعُوهم في المَعصيةِ.
قولُه: «ولا الوالدينِ والخَلْق أجمعِينَ» قالَ تَعالى في الوَالدينِ: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1095)، والطبراني في «الكبير» رقم (367).
الصفحة 1 / 199