قال
المُؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بأن التوبةَ فريضةٌ على العِباد، أن يَتُوبوا إلى اللهِ
عز وجل من كبيرِ المَعاصِي وصَغيرها.
**********
ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ
١٤وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ
وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ
ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٥﴾ [لقمان: 14- 15]،
قالَ تَعالى: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ
بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ وَإِن جَٰهَدَٰكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ
عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ
تَعۡمَلُونَ﴾ [العنكبوت: 8]، فلا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخَالق
مَهْمَا كانَ هذا المَخلوق، ولو كَان أقربَ الناسِ إليك كالوالدينِ، فكَيْف
بغَيْرِهما؟!
قولُه: «ولا يُحِبّ عليه أحدًا، واكرَهْ
ذلك كُله للهِ تبارك وتعالى » أي: لا تُحِب المَعصية أو تُحِب من أمرَ بها بل
تَكْره ذلك، تَكْره المَعصية وتَكْره أهلَها، تَكْره المَعاصِي وتكرَه أهلَها، ومن
أمرَ بها، وذلك لقَوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ
الإِْيمَانِ» ([1]) فتَكْرَه المَعاصِي
وتَكْره أهلَها، هذا من الإيمانِ.
قولُه: «والإيمانُ بأن التوبةَ فريضةٌ على العِبَاد» يَجِب الإيمانُ بأن التوبةَ فرضٌ، التوبةُ من الذنوبِ فَرْضٌ، قالَ اللهُ جل وعلا: ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31]، وقالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا﴾ [التحريم: 8]، قالَ تَعالى: ﴿وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحجرات: 11].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).