×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

فيَجِب على المُسلِم أن يتوبَ من ذُنوبه وسَيِّئاته ولا يَستمر عليها أو يُصِرّ عليها أو يَتساهل بها ويقُول: هذه سهلةٌ، لا يتساهلُ بها فهي من المَعاصي، بل يُبادِر بالتوبةِ، قالَ تَعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٣٥أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ١٣٦ [آل عمران: 135- 136]، فأَثْنَى اللهُ عليهم ووَعَدَهم.

قالَ جل وعلا: ﴿إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ١٧وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٨ [النساء: 17- 18] إذا حضرَ الموتُ لا تُقبَل التوبةُ، وإن كانَ الإنسانُ لا يَزال حيًّا فلا تُقبَل توبتُه عند حضورِ المَوت فعليه أن يُبادِر بالتوبةِ ولا يُؤجِّلها، فورَ ما يُخطِئ يَتوب إلى الله عز وجل.

والإنسانُ ليس مَعصومًا: يقعُ منه خطأٌ، يَقع منه تقصيرٌ، يقعُ منه ذنبٌ، ولكن اللهَ جل وعلا برحمتِه فتحَ بابَ التوبةِ، فتحَ لك بابَ التوبةِ، ودَعَاك إليها، ووَعَدَك أن يغفرَ لك إذا صَدَقْت في تَوبتِك، حتى الكَافِر إذا تابَ، تابَ اللهُ عليهِ، قالَ تَعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفال: 38] من الكُفر والشركِ وقَتل النفوسِ وغَير ذلك، إذا تَابوا تابَ اللهُ عليهم.


الشرح