×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

 وقوله: «وسَلِمَ منه أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم » فلم يَنْتَقِصْهم ويَطعن فيهم، واللهُ جل وعلا قالَ: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَعني: الصحابَة المُهاجرين والأَنصار ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10].

ولهذا قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله في «العَقِيدة الوَاسِطِيَّة»: «ومِن أصُول أهلِ السنةِ والجَماعة: سَلامةُ قلوبِهم وألسنتِهم لأصحابِ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم » وذكرَ هذه الآيةَ: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ هذه سَلامةُ الألسنِ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ هذه سَلامةُ القُلوبِ لأصحابِ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قولُه: «وإن كانَ له تَقصيرٌ في العَمَل» وإن حصلَ عنده تقصيرٌ في العَمَل فإن اللهَ يَغْفِر لمَن يَشاءُ، قالَ تَعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].

2- قَول بِشر بن الحَارِث رحمه الله: «السنةُ هي الإسلامُ، والإسلامُ هو السنةُ» العِبارة هذه سَبقتْ في أوَّل الكِتاب.

3- قَول فُضَيْل بن عِياضٍ رحمه الله: «إذا رأيتُ رجلاً من أهلِ السنةِ فكأنَّما أَرَى رجلاً من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »؛ لأنه تابعٌ لهم، لأن من تَبِعَهم صَار مِنهم، وهو كما قالَ مالكٌ رحمه الله: «أُولئك مع الذِين أنعمَ اللهُ عَليهم» فمن اتَّبَعهم صَار مِنهم.


الشرح