«كُلُوا،
رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللهُ عز وجل لكم» ([1]) فَهذه الأَحاديث
أَيضًا تخَصِّصُ الآيَات العَامة في تحريم الميْتةِ.
النوع الثَّاني: الجَرَادُ: «بفَتحِ
الجِيم وَتخْفِيفِ الرَّاءِ معْرُوفٌ وَالوَاحِدَةُ جَرَادَةٌ، وَالذَّكَرُ
وَالأُنثَى سوَاءٌ كَالحَمامةِ. وَيُقال: إِنه مشْتق من الجَرْدِ؛ لأَنه لا يَنزِل
على شَيْءٍ إلاَّ جَرَّدَه. وَخِلقةُ الجَرَادِ عَجِيبةٌ فيها عَشْرَةُ أَنواع من
خِلقةِ الحَيَوَاناَت ذُكِرَ بعضها في هذَين البيْتيْن:
لها فَخِذَا بكْرٍ
وَساقا نعَامةٍ
وَقادِمتا نسرٍ
وَجُؤْجُؤِ ضيْغَم
حَبتها أَفَاعِي
الرَّمل بطْنا وَأَنعَمت
عَليْها جِيَادُ
الخَيْل بالرَّأْس وَالفَم
وَاخْتلفَ في أَصْله
فَقيل إِنه نثْرَةُ حُوت فَلذلك كان أَكْله بغَيْرِ ذَكَاةٍ وَفِي ذلك حديث أَنس: «أنَّ
الْجَرَادَ نَثْرَةُ الْحُوتِ من الْبَحْرِ» ([2]) وَحديث أَبي
هرَيرة: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجٍّ أَوْ
عَمْرَةٍ فَاسْتَقْبَلَنَا، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُ بِنِعَالِنَا وَأَسْوَاطِنَا،
فَقَالَ: كُلُوهُ فَإِنَّهُ صَيْدُ الْبَحْرِ» ([3]).
«وَالحديثان لوْ
صَحَّا لكَان فِيهما حُجَّةٌ لمن قال: لا جَزَاءَ فيه إِذَا قتله المحْرِم،
وَجمهور العلماء على خِلافِه... وَإِذَا ثَبت فيه الجَزَاءُ دَل على أَنه برِّيٌّ».
أَما حُكْم أَكْله فَقدْ أَجْمعَ العلماء على جَوَازِ أَكْله في الجُملةِ بدَليل الحديث السابق قرِيبا: «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، أَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ» ([4])،
([1])أخرجه: البخاري رقم (4104)، ومسلم رقم (1935).