×
بُحُوثٌ فِقْهيَّةٌ في قضايا عصرية

الفصل السابع:

أحكامٌ تختص بالمرأة في باب الصِّيام

صوم شهر رمضان واجبٌ على كل مُسلمٍ ومُسلمةٍ، وهو أحد أركان الإسلام ومبانيه العِظام. قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ [البقرة: 183] ومعنى كُتِبَ: فُرِض. فإذا بلغت الفتاة سِنَّ التَّكليف بظُهور إحدى أمارات البلوغ عليها ومنها الحيض، فإنه يبدأ وجوب الصَّوم في حقِّها. وقد تحيض وهي في سِنِّ التَّاسعة، وقد تجهل بعض الفتيات أنه يجب عليها الصِّيام، حينذاك فلا تصوم ظنًّا منها أنها صغيرة.

ولا يأمرها أهلها بالصِّيام، وهذا تفريطٌ عظيمٌ بترك رُكْن من أركان الإسلام، ومن حصل منها ذلك، وجب عليها قضاء الصَّوم الذي تركته من حين بداية الحيض بها، ولو مضى على ذلك فترةٌ طويلةٌ؛ لأنه باقٍ في ذمتها ([1]).

من يجب عليه رمضان:

إذا دخل شهر رمضان، وجب على كل مُسلمٍ ومُسلمةٍ بالغين صحيحين مقيمين صيامُه، ومن كان منهما مريضًا أو مسافرًا في أثناء الشَّهر، فإنه يُفطر ويقضي عدد ما أفطره من أيَّامٍ أُخَر. قال الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185]


الشرح

([1])ويجب عليها مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من الطعام.