×
بُحُوثٌ فِقْهيَّةٌ في قضايا عصرية

وَقدْ حَذَفْنا منه بعض الكَلمات لغُموضها. وهو جواب كَما ترَى مدَعَّمًا بالأَدلة وَفَتاوَى الصَّحابة وَشَوَاهدِ الوَاقعِ مما يُؤَيِّدُ ما اخْتارَه في ذَكَاةِ المنخَنقةِ وما ذُكِرَ معَها، وَلا يَسعُ الباحِثَ المنصِفَ إلاَّ أَن يَعْترِفَ بما جَاءَ فيه من التحْقيق، وَالله أَعْلم.

المسأَلة الرَّابعَةُ: حُكْم أَكْل ما أُهِلَّ به لغَيْرِ الله:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ [النحل: 115] الآيَةُ الكَرِيمةُ تحَرِّم الأَكْل مما أُهِلَّ به لغَيرِ الله وتجعله في صف الميتة والدم ولحم الخنزير، وفي آية أخرى تصفه بأنه «فسق»: ﴿قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ [الأنعام: 145]، وما أُهِلَّ لغَيْرِ الله به هو ما ذُبحَ على غير اسمه تعالى من الأَنصَاب وَالأَندَادِ وَالأَزْلام وَنحْوِ ذلك مما كَانت الجَاهليَّةُ يَنحَرُون له.

وَالحِكْمةُ في تحريم هذا النوع: أَن ما ذُبحَ على هذه الصِّفَةِ قد اكْتسب خُبثًا أَوْجَب تحْرِيمه فهو ملحَق بالنجَاسةِ المادِيَّةِ وَالقذَارَةِ الحَقيقيَّةِ.

أَنواع ما أُهِلَّ به لغَيْرِ الله:

ما أُهلَّ به لغَيْرِ الله على نوعيْن:

النوع الأَوَّل: ما ذَبحَه كِتابيٌّ وَسمى عليه غير اسم الله كَالمسيحِ وَالزَّهرَةِ وَغَيْرِهما، فَللعُلماءِ في حُكْم هذه الذبيحة ثَلاثَةُ أَقوَال:

القوْل الأَوَّل: التحريم وهو قوْل الشافعيَّةِ وَأَصَحُّ الرِّوَايَتيْن عن أَحمد لأَن القرْآن الكَرِيم قد صَرَّحَ بتحريم ما أَهل به لغَيْرِ الله.


الشرح