×
بُحُوثٌ فِقْهيَّةٌ في قضايا عصرية

 عَبرَ التارِيخِ، وَكَابوسه الثَّقيل على الأُمم، وَموْقفُ الشَّرَائِعِ السماوِيَّةِ منه وَمحَارَبته لإِنقاذِ البشَرِيَّةِ من وَيْلاته، ولكن يَأْبى الذين استحْوَذَ عَليْهم الشَّيْطَان وَاستوْلى عَليْهم الشُّحُّ إلاَّ عُتوًّا وَنفُورًا ليَستمرُّوا على التحَكُّم بأَموَال الناس بغَيْرِ حَق.

المقارَنةُ بيْن الرِّبا وَالصَّدَقةِ:

قدْ جَعَل الله سبحانه الرِّبا ضدَّ الصَّدَقةِ، فَالمرَابي ضدُّ المتصَدِّق. قال تعالى: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ [البقرة: 276].

وَقال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ * [الروم: 39].

وَقال تعالى:  ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٣٠ وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 130- 131] ثُم ذَكَرَ الجَنةَ التي أُعِدَّت للمتقين الذين يُنفِقون في السرَّاءِ وَالضرَّاءِ.

فَالمتصَدِّق ضدُّ المرَابي - لأَن المتصَدِّق يُحْسن إِلى الناس وَالمرَابي يَظْلم الناس، وَلهذا قال سبحانه: ﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٢٧٤ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 274- 275] وَهكذا تساق آيَات الرِّبا بعد آيَات الصَّدَقةِ في القرْآن؛ لما بيْن المتصَدِّقين وَالمرَابين من التضادِّ؛ ليَتفَكَّرَ المسلم في صِفَات الفَرِيقيْن، وَجَزَاء كُل


الشرح