وَالإِْيمَانُ
بِحَوْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، تَرِدُهُ أُمَّتُهُ، لاَ يَظْمَأُ
مَنْ شَرِبَ مِنْهُ، وَيُذَادُ عَنْهُ مَنْ بَدَّلَ وَغَيَّرَ.
****
ومنهم من يعدو
عدوًا على قدميه، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يُخطَف،
فيُلقَى في جهنم، قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ
لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا ٦٨ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ
شِيعَةٍ أَيُّهُمۡ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ عِتِيّٗا ٦٩ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ
بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا ٧٠وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ
عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١﴾
[مريم: 68: 71]، يعني: النار.
وهذا هو المرور على الصراط، فليس هناك أحد إلا ويمر على
الصراط: المؤمن والكافر يمرون على هذا الصراط، ﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ
حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ
فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢﴾ [مريم:
71- 72]، فالمرور على الصراط مما يكون في يوم القيامة.
فقوله: «وَأَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ»، أي: يجب الإيمان به بدليل هذه الآية: ﴿وَإِن مِّنكُمۡ
إِلَّا وَارِدُهَاۚ﴾ [مريم:
71]، هذا وعد من الله سبحانه وتعالى أن كل الخلق يَرِدُون النار، والمتقون ينجون
منها؛ لأن معهم أعمالاً تحملهم، والكافرون يقعون فيها؛ لأنهم ليس لهم أعمال صالحة
تحملهم على الصراط.
مما يكون في الآخرة: حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ترده أمته؛ فيسقيهم صلى الله عليه وسلم بيده، وهذا الحوض طوله مسافة شهر، وعرضه مسافة شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وآنيته عدد نجوم السماء، يشربون منه، فمَن شرب منه شربة واحدة؛ لم يظمأ بعدها