×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

لِيَرْسَخَ فِيهَا ، وَتَنْبِيهُهُمْ عَلَى مَعَالِمِ الدِّيَانَةِ، وَحُدُودِ الشَّرِيعَةِ؛ لِيُرَاضُوا عَلَيْهَا، وَمَا عَلَيْهِمْ أَنْ تَعْتَقِدَهُ مِنْ الدِّينِ قُلُوبُهُمْ،

****

 والداعية إلى الله، يكون قصده إيصال الخير إلى قلوب المؤمنين وأبناء المسلمين، ولا يشغلهم بالخلافات مما هو منتشر اليوم في شباب المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

فيجب الاهتمام بأولاد المؤمنين الصغار؛ بأن يُوجَّهوا الوجهة السليمة، الوجهة الواحدة، وجهة الكتاب والسُّنَّة، وما عليه سلف الأمة.

الصغار يَرْسَخ العلم في قلوبهم، وهذا شيء مُجرَّب، فما تعلَّمناه في الصغر نتذكره الآن، وما نقرؤه الآن يطير بسرعة، ولا يستقر؛ لأن الكبير ليس كالصغير.

فطُرُق الديانة الصحيحة ما كان على الكتاب والسنة؛ لأن الديانات كثيرة، ولكن الديانات الصحيحة هي ما كانت على الكتاب والسنة، وما عليه سلف هذه الأمة، فنُرَسِّخ هذا في قلوبهم، ونُحفِّظهم هذه الأصول؛ لينشؤوا عليها، ويسيروا عليها إذا كبروا، فتُرَاضَ النفوس على الخير؛ كما تُرَاضُ الأبدان بأنواع الرياضة، والمشي، وغير ذلك.

 أي: يعلم الصغار ما يجب عليهم أن تعتقده قلوبهم من عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة المبنية على كتاب الله وسُنة رسوله، لا من قول فلان وعلان، وعلم المنطق، وعلم الكلام، والهذيان، بل التعليم يكون من كتاب الله ومن سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا سهل بإذن الله، وفيه نور، وبركة، وخير، أما علم المنطق، وعلم الكلام، والجدل فهذا


الشرح