وَلَهُ
الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى، وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، لَمْ يَزَلْ بِجَمِيعِ صِفَاتِهِ
وَأَسْمَائِهِ تَعَالَى أَنْ تَكُونَ صِفَاتُهُ مَخْلُوقَةً وَأَسْمَاؤُهُ
مُحْدَثَةً.
****
قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [طه: 8]، وغيرها من الآيات، فأسماؤه كلها حُسنى؛ لأنها
تدل على الكمال، ولها معانٍ جليلة، فكل اسم منها يدل على صفة عظيمة من صفات الله
عز وجل، فهي ليست أسماءً مجردة، وإنما هي أسماء لها معانٍ عظيمة؛ ولذلك سُمِّيَت
حُسنى، فالرحمن يدل على الرحمة، والسميع يدل على السمع، والبصير يدل على البصر،
والعليم يدل على العلم، والحي يدل على الحياة... إلى آخره.
وهي كلها صفات عَلِيَّة، وصفات عالية، وليست كصفات
المخلوقين التي منها صفات ذميمة.
الله جل وعلا لم يزل ولا يزال بجميع أسمائه وصفاته، لم يحدث له صفة بعد أن لم تكن؛ فأسماؤه وصفاته ملازمة له، ولا بداية لها كما أنه لا بداية له سبحانه، ولا نهاية لها كما أنه لا نهاية له، فالله بجميع أسمائه وصفاته هو الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، وفي هذا ردٌّ على الذين ينفون الأسماء والصفات: كالجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة، ويقولون: «إذا أثبتنا الأسماء والصفات؛ جعلنا له شركاء في القِدَم، وهو لا شريك له في القِدَم»، ولذلك من أصولهم الخمسة «التوحيد»، وهو نفي الصفات، ونَرُدُّ عليهم بأن الصفة ليست غير