وَسَأُفَصِّلُ
لَك مَا شَرَطتُّ لَكَ ذِكْرَهُ بَابًا بَابًا؛ لِيَقْربَ مِنْ فَهْمِ
مُتَعَلِّمِيهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَإِيَّاهُ نَسْتَخِيرُ، وَبِهِ
نَسْتَعِينُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاَللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ،
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ،
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
بَابُ
مَا تَنْطِقُ بِهِ الأَْلْسِنَةُ، وَتَعْتَقِدُهُ الأَْفْئِدَةُ مِنْ وَاجِبِ
أُمُورِ الدِّيَانَاتِ
مِنْ
ذَلِكَ: الإِْيمَانُ بِالْقَلْبِ، وَالنُّطْقُ بِاللِّسَانِ
****
يُخاطِب مُعلِّمَه ومدرسه الذي طلب منه أن يؤلِّف هذه
الرسالة بمقدمتها النافعة المفيدة.
يذكر أن تقسيم الكتاب إلى أبواب ممَّا يُعين المتعلم
والقارئ على فهمه شيئًا فشيئًا؛ لأنه لو سرد من دون تبويب؛ لشق ذلك على مَن يراجعه،
ثم طلب من الله الخيرة والإعانة، وتبرأ من الحول والقوة، ونسب ذلك إلى الله عز وجل،
وختم بالصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وصحابته الكرام، ثم دخل في التفاصيل،
فقال:
لأنه لا بد من النطق بالحق مع اعتقاده بالقلب؛ لأنه ليس
المقصود النطق باللسان فقط، بل لا بد مع النطق من الاعتقاد، كما لا يكفي الاعتقاد
بدون نطق، بل لا بد من الأمرين.
فإذا قلت: «لا إله إلا الله»، فقد نطقت بها بلسانك، ولكن لا بد أن تعتقد معناها ومدلولها في قلبك، ولا بد أن تعمل بمقتضاها في جوارحك، فهي ليست كلمة تقال باللسان فقط، وإنما هي كلمة