وَالطَّاعَةُ
لأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ وُلاَةِ أُمُورِهِمْ، وَعُلَمَائِهِمْ.
****
ولأنهم لهم من الفضائل والأعمال الجليلة ما يُكفِّر الله
به ما يحصل من بعضهم، إن ثبت هذا، مع أن أكثره مكذوب، قال الله تعالى فيهم: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ
ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾
[الحشر: 10].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ومن أصول أهل السُّنَّة والجماعة: سلامة
قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم » ([1]).
وفي هذه الأمة ثلاثة أمور: الدعاء
لهم، والثناء عليهم، وطهارة القلوب من بُغضهم والألسنة من سبِّهم، عكس الذين
يلعنونهم ويسبونهم، ويلتمسون العيوب لهم، مخالفين بذلك أمر الله وأمر رسوله.
هذه المسألة من أصول أهل السُّنَّة والجماعة التي في كتب العقائد التي ألَّفها العلماء في بيان أصول عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، وهي السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين؛ لِما يترتب على ذلك من المصالح، ويندفع به من المفاسد، فلا بد للمسلمين من الاجتماع على تقوى الله، والعمل بشرعه، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، وقال: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105].
الصفحة 1 / 116