وَأَفْضَلُ
الصَّحَابَةِ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ
عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ - رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ-.
****
فمَن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه؛ فليس
صحابيًّا، وإنما هو تابعي، ويُشترَط أن يستمر على الإيمان حتى يموت، فإن ارتد عن
الإسلام؛ فإنه لا يكون صحابيًّا، ويُسمَّى مرتدًّا، فلا بد من هذه الأمور الثلاثة:
لَقِيَ النبي صلى الله عليه وسلم، واجتمع به، سواء طال اجتماعه ولقاؤه أو قصر،
ويكون مؤمنًا به عند اللقاء، وأن يستمر على الإيمان حتى الوفاة.
والصحابة رضي الله عنهم خير القرون بشهادة رسول الله صلى
الله عليه وسلم؛ حيث قال: «خَيْرُكُم
قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1])،
وبعدهم التابعون، وأتباع التابعين، هؤلاء هم خيار الأمة المحمدية، وأفضل مَن يأتي
بعدهم الذين يتبعونهم، قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ
وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ﴾ [التوبة: 100]، ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ
رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ
رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر:
10].
الصحابة رضي الله عنهم يتفاضلون مع فضلهم العام الذي انفردوا به عن الأمة، واختُصُّوا به عن الأمة، ولكنهم يتفاضلون فيما بينهم، فأفضلهم الخلفاء الراشدون، وهم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي -رضي الله عنهم أجمعين-، وهم يتفاضلون بينهم، وترتيبهم في الفضل مثل ترتيبهم في الخلافة، ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة، وهم: طلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص،