وَأَنَّ
اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ خَلَقَ الْجَنَّةَ فَأَعَدَّهَا دَارَ خُلُودٍ
لأَِوْلِيَائِهِ.
****
صغارًا، كلهم يعطيهم الله الشفاعة يوم القيامة في أهل
الإيمان الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها، والذين استحقوا دخولها أن لا يدخلوها،
يُشفَّعون فيهم؛ فيُخرِجهم الله من النار.
والشفاعة لها شرطان:
الشرط الأول: أن تكون
بإذن الله، قال تعالى: ﴿مَن
ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾
[البقرة: 255].
الشرط الثاني: أن يكون
المشفوع فيه من أهل الإيمان، أما الكفار والمشركون فلا تنفعهم شفاعة الشافعين، قال
تعالى: ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾
[غافر: 18]، وقال تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48].
من أمور الآخرة: الجنة والنار، النار أعدها الله للكافرين، والجنة أعدها الله للمتقين، وهما مخلوقتان الآن، ولا يتأخر خلقهما إلى يوم القيامة -كما يقوله أهل الضلال-، وإنما هما مخلوقتان الآن؛ لأن الله قال: ﴿أُعِدَّتۡ﴾، وهذا فعل ماضٍ؛ فيدل على أنها مُعدَّة ومخلوقة، ومما يدل على هذا -أيضًا-: ما جعل الله للجنة من نفس يجده المؤمنون في الدنيا بالروائح الطيبة، وكذا للنار، وما يجده المؤمنون من شدة الحر والبرد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1])، فالأدلة تدل على وجود الجنة والنار الآن.
الصفحة 1 / 116