وَصَلَّى
اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ
وَذُرِّيَّتِهِ، وَسَلَّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
****
أخطأ أن يرجع
إلى الصواب، بل هذا فضيلة له؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة.
ختم هذه الرسالة
القيِّمة بخير ختام، بالصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لوجوب الصلاة
والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وهذا من حقه علينا صلى الله عليه وسلم
أن نصلي ونسلم عليه عند ذكره، وعندما نكتب كتابًا، فإننا نختمه بالصلاة والسلام
على الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي التشهد الأخير من الصلاة نصلي ونسلم عليه،
وهذا من أركان الصلاة، ولا يكفي أنك تكثر الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه
وسلم، ولا تتبعه، بل لا بد من اتباعه؛ لأن بعضهم يقول: «أريد الأجر، فأصلي وأسلم عليه، وهذا يكفي، والناس أحرار في عقائدهم!
والناس أحرار في آرائهم! وحرية الكلمة!..»، إلى آخره.
لا يا أخي، أنت عبدُ اللهِ عز وجل؛ فتمتثل أمر ربك، أنت لست حرًّا بمعنى أنك تفعل ما تشاء، أنت حر بمعنى أنك لا تأخذ المناهج والأقوال على علاتها، أنت حر أن تُميِّز بينها، وتأخذ الصحيح، وتترك الخطأ، هذه الحرية الصحيحة، الحرية الصحيحة باتباع الكتاب والسُّنة؛ لأنهما يُحرِّران منهج السلف من الأفكار الخبيثة والأفكار الضائعة، وأعظم ذلك التحرُّر من الشرك، ومن البِدَع والمُخالَفات، فهذه الحرية
الصفحة 1 / 116