×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

  أَنَّ اللَّهَ إلَهٌ وَاحِدٌ، لاَ إلَهَ غَيْرُهُ، وَلاَ شَبِيهَ لَهُ، وَلاَ نَظِيرَ لَهُ،

****

 عظيمة لها مقتضًى، ولها معنًى، فلا بد أن تعرف هذا، فـ «لا إله إلا الله» كلمة عظيمة، هي عنوان الإسلام، وعنوان الإيمان، فهي كلمة تحتاج إلى عناية، وتحتاج إلى فهم.

الإله: هو المَأْلُوه المعبود بحق أو بباطل، فالمعبود يُسمَّى إلهًا، والمعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى وحده، وكل ما سِوى الله من الآلهة من الأصنام، والأشجار، والأحجار، والقبور آلهة باطلة؛ ولهذا تُفسَّر «لا إله إلا الله» بأنها: لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، ولا يكفي أن تقول: «معناها: لا معبود إلا الله» فهذا باطل؛ لأنه يدخل فيه المعبودات كلها تكون هي الله، وهذا مذهب أهل وحدة الوجود، الذين يقولون: «كل معبود وكل صنم هو الله»، تعالى الله عما يقولون! فلا بد أن تقيد، فيقال: «لا معبود حق إلا الله»، أو «لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى »؛ ليُخرِج المعبود بالباطل، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [الحج: 62].

فالله إله واحد «لا إله غيره»، يعني: لا إله حق إلا هو، وما سِواه فهي آلهة باطلة، فأنت إذا قلت: «لا إله إلا الله» أثبتَّ حقيقة عبادة الله، وأبطلت عبادة غيره بهذه الكلمة، فهي كلمة تجمع بين النفي والإثبات: نفي العبادة عما سِوى الله، وإثباتها لله وحده لا شريك له.

كما أن الله جل وعلا لا معبود بحق إلا هو، وما عُبِد من دونه فهو باطل؛ وذلك أنه لا شبيه له، ولا نظير له فيُقاس به، أو يُسوَّى به


الشرح