×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

مِمَّا تَنْطِقُ بِهِ الأَْلْسِنَةُ، وَتَعْتَقِدُهُ الْقُلُوبُ، وَتَعْمَلُهُ الْجَوَارِحُ.

****

 وهكذا ينبغي للمسلمين في عموم الأوقات أن يعتنوا بصغارهم، ويُلقِّنوهم العقيدة والفقه، بخلاف ما ينادي به التربويون الغربيون اليوم من قولهم: «إن الصغار لا يُذكَر لهم شيء من أمور الدين؛ لأنهم لا يتحملون ذلك»، فهذه مكيدة لأجل أن ينشأ أولاد المسلمين على الجهل بدينهم وعقيدتهم؛ فينبغي التنبُّه لهذا، وكان المسلمون إلى عهد قريب في المدارس الابتدائية تُقرَّر فيها المختصرات في الفنون، ويحفظها الطلاب الصغار، وتُشرَح لهم، إلى أن جاءت التربية الحديثة، وتولى الغربيون التعليم، فمسخوا مناهج التعليم، وجعلوها اسمًا بلا مُسمًّى، مُفرَّغة من مضمونها، فعندهم اسم العقيدة، واسم الحديث، واسم الفقه أسماء مُجرَّدة، وليس فيها شيء، فهذا من الغش في تعليم أولاد المسلمين؛ حتى ينشؤوا جهلة بدينهم وعقيدتهم.

العقيدة ثلاثة أركان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، لا يكفي واحد منها أو اثنان فقط، بل لا بد من هذه الثلاثة.

وقد أجمل المؤلِّف ما تشتمل عليه هذه الرسالة ومقدمتها من بيان العقيدة، وأقسام العبادات: من واجبات، ومُستحبَّات، وآداب عامة، وأصول الفقه؛ لينشأ الصبيان على معرفة الإيمان وحقيقته على شكل «جملة مختصَرة»، فينبغي أن يُلقَّن الصغار المُتونَ المُختصَرة؛ لأنها مدخل إلى العلوم، فهي الأصول؛ ولهذا يقولون: «مَن حُرِم الأصول حُرِم الوصول»، والأصول هي المختصَرات، مَن حُرِم منها؛ حُرِم الوصول إلى العلم النافع.


الشرح