أَوْ
يَكُونَ لأَِحَدٍ عَنْهُ غِنًى. أَوْ يَكُونَ خَالِقٌ لِشَيْءٍ
****
لا أحد يستغني
عن الله، قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ﴾، كل الناس حتى الملوك
الكبار والأغنياء، ﴿أَنتُمُ
ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15]، كلهم فقراء إلى الله، لا أحد يستغني عن
الله، ولو كان عنده أموال الدنيا، فإنه فقير، لا يستغني عن الله؛ مَن الذي يُبقِي
له أموالَه؟ مَن الذي يُصِحُّ جسمَه؟ مَن الذي يلهمه الاكتساب وجمع الأموال؟ هو
الله، فأنتم الفقراء إلى الله من كل وجه، والله هو وحده الغني عن خلقه من كل وجه،
فهو الغني الحميد المحمود على كل حال: على أفعاله، وعلى أقداره، وعلى كل أموره،
كلها محمود عليها؛ لأنه يضع الأمور في مواضعها، ولو أن الله ما خلق إلا الكفر؛ ما
دخل الجنة أحد، فالله خلق الجنة والنار، وخلق الكفر والإيمان، هذا للنار، وهذا
للجنة، فمَن سلك طريق العمل الصالح؛ دخل الجنة، ومَن سلك طريق الكفر والشر؛ دخل
النار، ولا يُسوِّي الله بين هذا وهذا، قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن
نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ
مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾
[الجاثية: 21].
ليس هناك شيء خلَقه غيرُ الله، فكل ما في هذا الكون فالله خالقه، قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ﴾ [الزمر: 62]، وقال: ﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ﴾ [لقمان: 11]، وقال: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ﴾ [الأحقاف: 4]، أَثْبِتُوا بدليل على أن هناك شيئًا خلقه فلان أو علان! وما استطاعوا أن يأتوا