×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

وَقَدْ فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى الْقُلُوبِ عَمَلاً مِنْ الاِعْتِقَادَاتِ، وَعَلَى الْجَوَارِحِ الظَّاهِرَةِ عَمَلاً مِنْ الطَّاعَاتِ.

****

 أصول تربيتنا من ديننا؛ لا نأخذها من الغرب ومن تربية الغرب؛ لأنها لا خير فيها.

فقد فرض الله سبحانه وتعالى على اللِّسان الأذكار الشرعية وتلاوة القرآن، فهذا عمل اللسان، وفرَض على القلب العمل أيضًا، فالقلب له عمل وهو خشية الله، ومحبته، والتوكل عليه، والإنابة إليه، فهذه أعمال قلبية، وكذلك فرَض على الجوارح -وهي الأعضاء- أعمالاً تؤديها، وهي الأعمال الظاهرة: من الركوع، والسجود، والجهاد في سبيل الله.

عمل القلب: الاعتقادات، وهي الإيمان بالله عز وجل، والخوف، والخشية، والرغبة، والرهبة، والرجاء، والمحبة، إلى غير ذلك.

الشيخ رحمه الله لم يذكر أعمال اللسان من الأذكار؛ لأنها داخلة في أعمال الجوارح؛ لأن اللسان جارحة من الجوارح، فهذه الأعضاء تُكسِب صاحبها إما خيرًا، وإما شرًا؛ فلذلك سُمِّيَت الجوارح؛ من الاجتراح وهو الاكتساب، قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ [الجاثية: 21]، فعمل الجوارح هو ما يظهر من حركاتها، وسكناتها، وتصرفاتها، إما في الخير وإما في الشر، فالإنسان إذا تأملته كله تجده يشتغل ظاهرًا وباطنًا، لا يبقى شيء منه مُعطَّلاً، وعمله راجع إليه، إن كان صالحًا رجع عليه بالخير، وإن كان سيئًا رجع عليه بالخسارة.


الشرح