وَأَنَّ
السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا.
****
فالكتاب نزل تبيانًا لكل شيء مما يحتاجه الناس إلى أن
تقوم الساعة، فلا تنزل نازلة إلا وفي القرآن ما يُبيِّن حكمها لمن عنده علم
وبصيرة، قال تعالى: ﴿وَلَا
يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا﴾ [الفرقان: 33].
والسُّنَّة مُبيِّنة ومُفسِّرة للقرآن، ومُوضِّحة له،
قال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَآ
إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ
يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44].
من أصول
الإيمان: الإيمان باليوم الآخر، فمن أنكره؛ فهو كافر، وقد أنكره المشركون؛
فصار هذا زيادة في كفرهم، وكذلك مَن كان يدَّعي الإسلام وهو ينكر البعث فإنه كافر؛
لأنه مُكذِّب لله، ولرسوله، ولإجماع المسلمين، ومنكر لأصل من أصول الإيمان،
والمراد باليوم الآخر: اليوم الذي بعد الدنيا، فالدنيا هي اليوم الأول، ويوم
القيامة هو اليوم الآخر، فلا بد من الإيمان به، والاستعداد له، فلا يكفي الإنسان
أن يؤمن به، بل لا بد من الاستعداد له بالأعمال الصالحة، والتوبة من الأعمال
السيئة؛ حتى يفوز في هذا اليوم.
واليوم الآخر يُعبَّر عنه بالساعة كما جاء في القرآن: ﴿يَسَۡٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [الأحزاب: 63]، فالساعة المراد بها: اليوم الذي تنتهي به الدنيا، وتبدأ به الآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَمۡرُ ٱلسَّاعَةِ إِلَّا كَلَمۡحِ ٱلۡبَصَرِ أَوۡ هُوَ أَقۡرَبُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [النحل: 77]، يقول للشيء: «كن»، فيكون.