مَا تُرْجَى
لَهُمْ بَرَكَتُهُ، وَتُحْمَدُ لَهُمْ عَاقِبَتُهُ،
****
-وكان طفلاً
صغيرًا-: «يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ
كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ،
إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ،
وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ
يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا
عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ
اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ»([1]).
وكذا قال لعمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، وكان ربيبًا
عنده عندما جلس ليأكل، كانت يده تطيش في الصحفة، فقال له: «يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»
([2])،
يُعلِّمه آداب الأكل: أن يُسمِّيَ الله، ويأكل بيمينه، ويأكل مما يليه، لا مما يلي
غيره ممَّن بجانبه، فيُعلِّم الأطفال؛ لأنهم أَقْبَلُ للتعليم من الكبار.
ولأنهم إذا تعلموا وهم صغار؛ صار العلم مباركًا عليهم، وأثَّر
فيهم أكثر من الكبار؛ لأنه نشأ معهم، وانغرس في قلوبهم وأذهانهم؛ ولذلك تجد
الأولاد الذين ينشؤون على الصلاة وعلى معرفة أحكام عقيدتهم ودينهم، تجدهم أحسن
الشباب إذا كبروا، ولكن إذا تُرِكوا وأُهْمِلوا؛ صَعُبَت على والديهم تربيتُهم،
كما قال الشاعر:
إن الغصون إذا قوَّمْتَها اعتدلت **** ولا يلين إذا قوَّمْته الخشب
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669).