وَأَنَّ
الإِْيمَانَ: قَوْلٌ بِاللِّسَانِ، وَإِخْلاَصٌ بِالْقَلْبِ، وَعَمَلٌ
بِالْجَوَارِحِ، يَزِيدُ بِزِيَادَةِ الأَْعْمَالِ، وَيَنْقُصُ بِنَقْصِهَا، فَيَكُونُ
فِيهَا النَّقْصُ، وَبِهَا الزِّيَادَةُ.
****
أبدًا، ولكن
هناك ناس يَرِدُون عليه ويُطرَدون -والعياذ بالله-، يعرفهم الرسول صلى الله عليه
وسلم، فيقول: «يا رَبِّ، أَصْحَابِي
أَصْحَابِي، فَيُقَال: إِنَّك لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَك» ([1])،
فأهل الرِّدَّة، والكفر، والشرك، والنفاق يُطرَدون عن الحوض يوم القيامة، ولا يرده
إلا أهل الإيمان الصادق، الذين ثبتوا على إيمانهم، هم الذي يردون الحوض على النبي
صلى الله عليه وسلم، ويشربون منه.
من عقيدة أهل
السُّنَّة والجماعة أن الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، وأنه
يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السُّنَّة والجماعة.
فهو قول باللسان: بأن تنطق بالشهادتين، والذِّكْر، والتسبيح، والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتعليم، وغير ذلك من الأعمال القولية، وهي كثيرة، ولا يكفي القول باللسان؛ لأن المنافقين يقولون بألسنتهم: ﴿وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعۡنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ﴾ [النور: 47]، فإن كان القول باللسان فقط، فليس هذا هو الإيمان، وكذلك ليس الإيمان هو الاعتقاد بالقلب فقط -كما تقول المرجئة- وهو قول باطل، ولو كان كذلك لكان الكفار مؤمنين؛ لأنهم يعتقدون بقلوبهم أن محمدًا رسول الله، ولكن منعَهم الكِبر،
الصفحة 1 / 116