ومنعَهم الحسد، ومنعَتهم الحمية الجاهلية لدين
آبائهم من اتباع الرسول، وهم يعتقدون صدقه، قال تعالى: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي
يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ
ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام:
33]، فليس الإيمان بالقلب فقط.
وكذلك ليس الإيمان بالقول والاعتقاد فقط، بل لا بد من
العمل بالجوارح: من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله
الحرام، والأعمال الصالحة كلها تدخل في الإيمان، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ
ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ٱلَّذِينَ
يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤﴾ [الأنفال: 2- 4] فذكر الأعمال.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، أَعْلاَهَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([1])؛ فدل على أن الإيمان قول باللسان، وهو «قَوْلُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، وسائر الأذكار الشرعية، وهذا أعلاها، وأدناها: «إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ»، وهذا عمل صالح، ولو كان قليلاً، فإنه من الإيمان، وكذلك الحياء الذي يمنع الإنسان مما لا يليق، ومن المعاصي، ويمنعه من التفحُّش، ويمنعه من الأخلاق الذميمة، هذا حياء محمود، وهو من الإيمان، كما في الحديث: «وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ».
([1]) أخرجه: مسلم رقم (35).