فَكَذَلِكَ يَنْبَغِي
أَنْ يَعْلَمُوا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ.
مِنْ
قَوْلٍ وَعَمَلٍ قَبْلَ بُلُوغِهِمْ، لِيَأْتِيَ عَلَيْهِمُ الْبُلُوغُ وَقَدْ
تَمَكَّنَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَسَكَنَتْ إلَيْهِ أَنْفُسُهُمْ، وَأَنِسَتْ
بِمَا يَعْمَلُونَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ جَوَارِحُهُمْ،
****
المسألة الثانية: إذا بلغوا
العَشْر، فإنهم يُضرَبون على تركها؛ لأنهم إما أن يكونوا قد بلغوا، أو يكونوا
قاربوا البلوغ، فيُعاقَبون إذا تركوا الواجب.
المسألة الثالثة: وإذا
بلغوا العَشْر -أيضًا- يُخشَى عليهم من الشهوة؛ فيُفرَّق بينهم في المضاجع، وهذا
من أدلة منع الاختلاط بين الذكور والإناث.
يعني: لا يقتصر على أمرهم بالصلاة، وعلى التفريق بينهم
في المضاجع، وضَرْب مَن ترك الواجب منهم، بل يُعلَّمون أيضًا بقية أمور الدين: من
الحلال والحرام، والأخلاق الطيبة، والأخلاق السيئة بطريقة مُختصَرة، فيُعطَون
نماذج من أمور الدين، والآداب، والأخلاق؛ فيُنهَون عن القول المُحرَّم، وعن الشتم
والسباب، والغيبة، والنميمة، وكذلك عن الفعل المحرم: كالسرقة، وأخذ أموال الناس،
والخيانة، فيربون على الاستقامة في دينهم ودنياهم، وأخلاقهم وتعاملهم.
هذه النتيجة من تربية الذين دون البلوغ أنهم إذا بلغوا وهم قد رُبُّوا على هذه الفضائل؛ سهل قيادهم، واستمروا على هذه المعلومات القيمة، ونَمَتْ عندهم وزادت؛ لأنهم مثل الغرس، فالغرس ينمو شيئًا فشيئًا ويكبر، ويثمر فيما بعد، هذه هي التربية الصحيحة، فنحن نأخذ