وَلاَ
صَاحِبَةَ لَهُ، وَلاَ شَرِيكَ لَهُ، لَيْسَ لأَِوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ، وَلاَ
لآِخِرِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ، لاَ يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الْوَاصِفُونَ.
****
يعني: ليس له زوجة، فكيف يكون له ولد، وهو ليس له زوجة؟!
﴿أَنَّىٰ
يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ﴾
[الأنعام: 101]؛ فهو ليس بحاجة إلى المخلوقين، ليس بحاجة إلى الزوجة، وليس بحاجة
إلى الولد، وليس بحاجة إلى خلقه مطلقًا؛ لأنه الغني، وهم الفقراء المحتاجون إليه.
هذا عام، يعني:
ليس له شريك بأي نوع من أنواع الشراكة، فليس له شريك شراكة ولد، أو شراكة زوجة،
ولا شريك له في أسمائه وصفاته، لا أحد يشابهه ويضاهيه، فلا شريك له: لا في ذاته،
ولا في أسمائه وصفاته، ولا في عبادته.
كما قال جل وعلا:
﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ
وَٱلۡأٓخِرُ﴾ [الحديد: 3].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ
بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ -يعني: المتعالي
على خلقه، القاهر فوق عباده- وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([1]).
فلا أحد يخفى عليه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾
[آل عمران: 5].
يعني: لا أحد يعرف كيفية صفات الله، وأما معناها فهو معلوم، فلا يُكيَّف كلامه، ولا يُكيَّف سمعه ولا بصره، وكذا جميع صفاته، فنحن نؤمن بها، ونثبتها، ولكن لا نعلم كيفيتها وحقيقتها،
الصفحة 1 / 116