وَأَنَّ
اللَّهَ خَلَقَ النَّارَ فَأَعَدَّهَا دَارَ خُلُودٍ لِمَنْ كَفَرَ بِهِ،
وَأَلْحَدَ فِي آيَاتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَجَعَلَهُمْ مَحْجُوبِينَ عَنْ
رُؤْيَتِهِ.
****
وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ»
([1])،
فالله لا يستخلف أحدًا نيابة عنه، وإنما البشر يخلف بعضهم بعضًا، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ﴾
[الأنعام: 165]، يعني: يخلف بعضكم بعضًا.
أما قوله تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ﴾ [البقرة: 30]، يعني: يخلف من قِبله في الأرض، وليس يخلف
الله سبحانه وتعالى، إلا إن كان المصنف رحمه الله يريد بخليفته هنا ما ذكره الله
في قوله: ﴿إِنِّي
جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ﴾
[البقرة: 30]، فاستخدم عبارة الآية، يعني: جعله خليفة من قِبله من سكان الأرض.
الإيمان باليوم
الآخر يتضمَّن كل ما يجري فيه مما ذكره الله في كتابه، أو ذكره الرسول صلى الله
عليه وسلم في سُنَّته، فيجب علينا أن نؤمن بكل ما يجري في اليوم الآخر من الأهوال،
ونؤمن بأن الجنة خلقها الله جل وعلا، وأعدها لعباده المتقين المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن
تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ﴾
[البقرة: 25]، هذه دار المؤمنين يوم القيامة، وهي دار مؤبدة لا يخرجون منها، ولا
يموتون، ولا يمرضون، ولا يهرمون، ولا يصيبهم فيها مكروه، بل فيها نعيم دائم
ومستمر.
ومما يكون في الآخرة: النار التي خلقها الله، وأعدها للكافرين، قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ
الصفحة 1 / 116