مَعَ
مَا سَهَّلَ سَبِيلَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ مِنْ تَفْسِيرِ الرَّاسِخِينَ،
وَبَيَانِ الْمُتَفَقِّهِينَ؛ لِمَا رَغِبْت فِيهِ مِنْ تَعْلِيمِ ذَلِكَ
لِلْوِلْدَانِ، كَمَا تَعْلَمُهُمْ حُرُوفَ الْقُرْآنِ ؛ لِيَسْبِقَ إلَى
قُلُوبِهِمْ مِنْ فَهْمِ دَيْنِ اللَّهِ وَشَرَائِعِهِ.
****
هذا المختصَر سهل،
ليس فيه تعقيد يصعب على الصغار وطلاب العلم فهمه، بل يكون مُيسَّرًا وواضحًا،
وهكذا طريقة أهل العلم السابقين، تجد مُؤلَّفاتهم سهلة، فالعلم يجب أن يسهل بيانه،
ولا يعقد على طلبة العلم مهما أمكن ذلك.
يُخاطب
مُعلِّمَه بأنه أجاب طلبه في تأليف هذه الرسالة ومقدمتها، فقد طلب منه أن يؤلف هذا
المختصَر؛ ليُلقِّنه للوِلْدان الصغار الذين يدرسهم القرآن؛ فيكون تعليمهم شاملاً
للقرآن وللفقه، وهذا من أحسن طرق التعليم: أن تُراعَى فيه المدارك بالتدرُّج
بالمتعلم من صغار المسائل، ومبادئ العلوم، ومختصَراتها.
فكما أنهم
يُعلَّمون القرآن يُعلَّمون الفقه؛ ليجمع بين تعليم القرآن، وتعليم الفقه
والعقيدة، هذا أحسن طرق التعليم، وأتم طرق التربية.
أي: ليفهموا دين الله وهم صغار، فلا يُقال: «اصبروا عليهم حتى يكبروا»، فينبغي أن يُستَغَلَّ وقتُهم وسنُّهم، وتُدرَّس لهم أمور الدين، وأمور العقيدة والفقه، أما إذا كبروا انشغلوا، وانصرفوا عن تعلُّم العلم، فالصغير ليس مثل الكبير، الصغير أقبل للتعليم، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصغار كما يعلم الكبار، يقول لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما،