وَلاَ
يَسْقُطُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ عَنْ عِلْمِ رَبِّهِمْ، مَلَكَ الْمَوْتِ يَقْبِضُ
الأَْرْوَاحَ بِإِذْنِ رَبِّهِ.
وَأَنَّ
خَيْرَ الْقُرُونِ: الْقَرْنُ الَّذِينَ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم وَآمَنُوا بِهِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
****
أي: ليس معنى
كتابة أعمال بني آدم أن الله لا يعلمها، بل الله يعلمها، وإنما كتابتها لحفظها؛
ليقابل بها العبد يوم القيامة، ويقال: «هذا
عملك، هذه صحيفتك، اقرأ كتابك»، فالله لا يعذب على أنه يعلم عمل العبد، وإنما
يعذب على وقوع الشيء من الإنسان، فإذا وقع، فإن الملائكة تكتبه وتثبته في صحيفة،
هذه الصحيفة تُدفَع إلى العبد يوم القيامة، قال تعالى:﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ
وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ٱقۡرَأۡ
كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤﴾ [الإسراء: 13- 14]، تُدفَع إليه صحيفته، فإن كان من أهل
الخير؛ يأخذها بيمينه، وإن كان من أهل الشر؛ يأخذها بشماله -والعياذ بالله-،
فيَلْقَى عمله، ولا ينكر منه شيئًا، وإلا فالله يعلم، ولكنه لا يعذب الناس على
مجرد أنه يعلم ما يفعلون، حتى يفعلوا هم هذا الشيء في الواقع والمُشاهَد، فهو
يعذبهم على أعمالهم، أو يكرمهم على أعمالهم.
من أصول أهل السُّنَّة والجماعة: أنهم يعتقدون أن خير القرون -أي: خير أجيال الأمة- هم جيل الصحابة رضي الله عنهم، والصحابة: جمع صحابي، والصحابي: مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على ذلك.