عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى، وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَى.
****
لأن مراتب
الإيمان بالقضاء والقدر أربع:
الأولى: مرتبة العلم، أن الله عَلِم
كل شيء بعلمه الأزلي الأبدي.
الثانية: كتابة ذلك في اللَّوح
المحفوظ.
الثالثة: مرتبة المشيئة، أنه إذا شاء
حدوث الشيء ووجوده؛ كان ووُجِد، ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ
لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس: 82].
الرابعة: مرتبة الخلق والإيجاد بعد
المشيئة.
جاء في الآيات
من سورة الأعراف وغيرها في سبعة مواضع ([1]).
يعني: احتوى
المُلْك كله، أي: مَلَكَهُ وحده، قال تعالى: ﴿بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [الملك: 1]، وقال تعالى: ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ
وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾
[يس: 83].
فالمُلْك كله لله جل وعلا، وإنما يُمَلِّك المخلوقَ شيئًا يسيرًا، ثم يسلبه منه، قال تعالى: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ﴾ [آل عمران: 26]، فملوك الدنيا مملوكون؛ ملكهم لله، ثم ينزع منهم المُلْك: إما بموتهم، وإما بتسلُّط أحد عليهم، أما مالك المُلْك المطلق فهو الله جل وعلا الذي لا يزول ملكه، ولا يبيد.