×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَى.

****

 لأن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع:

الأولى: مرتبة العلم، أن الله عَلِم كل شيء بعلمه الأزلي الأبدي.

الثانية: كتابة ذلك في اللَّوح المحفوظ.

الثالثة: مرتبة المشيئة، أنه إذا شاء حدوث الشيء ووجوده؛ كان ووُجِد، ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82].

الرابعة: مرتبة الخلق والإيجاد بعد المشيئة.

 جاء في الآيات من سورة الأعراف وغيرها في سبعة مواضع ([1]).

 يعني: احتوى المُلْك كله، أي: مَلَكَهُ وحده، قال تعالى: ﴿بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ [الملك: 1]، وقال تعالى: ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [يس: 83].

فالمُلْك كله لله جل وعلا، وإنما يُمَلِّك المخلوقَ شيئًا يسيرًا، ثم يسلبه منه، قال تعالى: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ [آل عمران: 26]، فملوك الدنيا مملوكون؛ ملكهم لله، ثم ينزع منهم المُلْك: إما بموتهم، وإما بتسلُّط أحد عليهم، أما مالك المُلْك المطلق فهو الله جل وعلا الذي لا يزول ملكه، ولا يبيد.


الشرح

([1])  هي: (الأعراف: 54، ويونس: 3، والرعد: 2، وطه: 5، والفرقان: 59، والسجدة: 4، والحديد: 4).