الَّذِي
هُوَ صِفَةُ ذَاتِهِ، لاَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَتَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَصَارَ
دَكًّا مِنْ جَلاَلِهِ.
****
إلهًا، كيف يكون إلهًا وهو لا يتكلم، ولا يأمر، ولا
ينهى، ولا يُدبِّر، تعالى الله عما يقولون!
أي: «الكلام» من صفات الله، فهو صفة فعل، وكل
صفة فعل فهي صفة ذات أيضًا.
هذا ردٌّ على الجهمية الذين يقولون: ﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ
مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا﴾ [النساء:
164]، يعني: خلق فيه الكلام»، وهذا قول باطل؛ فالله كلمه بكلام سمعه موسى عليه
السلام منه.
كما في قوله تعالى في قصة موسى:﴿فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكّٗا﴾ [الأعراف: 143]؛ لأن موسى عليه السلام لما سمع كلام ربه، اشتاق لرؤيته، فقال: ﴿رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ﴾ [الأعراف: 143]، قال الله له: ﴿لَن تَرَىٰنِي﴾ [الأعراف: 143]، أي: لا تُطيق رؤيتي، وأراد سبحانه وتعالى أن يُبيِّن له أنه لا يُطيقها بما يحصل للجبل إذا تجلى الله له، فقال: ﴿ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِيۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكّٗا﴾ [الأعراف: 143]، أي: ارتجف الجبل، وتحول إلى تراب، ﴿وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقٗاۚ﴾ [الأعراف: 143]، أي: مغشيًّا عليه من شدة الهَول، إلى آخر ما ذكره الله.