وَأَنَّ
عَلَى الْعِبَادِ حَفَظَةً يَكْتُبُونَ أَعْمَالَهُمْ.
****
ويؤمن أهل السُّنَّة والجماعة بالحَفَظة الكرام
الكاتبين، وهم ملائكة مُوَكَّلون بحفظ أعمال بني آدم يكتبونها: شرها وخيرها.
والملائكة عالَمٌ خلَقهم الله من نور، ولهم أجنحة، كما
قال الله: ﴿جَاعِلِ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ
يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [فاطر: 1]، فهم ذَوُو أجنحة يطيرون، ويصعدون، وينزلون؛
لأن الله أقدرهم على ذلك، ونحن لا نراهم على صورهم، وقد يأتون في صورة آدمية؛
لأننا لا نطيق رؤيتهم على صورهم الملكية، فيأتون على صور رجال؛ لئلا نفزع من
رؤيتهم، كما كان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة
أصحابه رضي الله عنهم في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه ([1]).
والإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة، كما في
حديث جبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ،
وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ» ([2]).
وهم أصناف:
منهم: مَن هو مُوَكَّل بحفظ أعمال بني آدم، قال تعالى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١٨﴾ [ق: 17- 18]، فهم يُحصون أعمال بني آدم، ويُدوِّنونها عليهم -خيرها وشرها-، بأمر الله، وهم الكرام الكاتبون، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3634).
الصفحة 1 / 116