وَمَا يَتَّصِلُ
بِالْوَاجِبِ مِنْ ذَلِكَ مِنْ السُّنَنِ:
****
فالمبتدئ -صغيرًا كان أو كبيرًا- لا يُبتدَأ له بالمجاميع
الكبار من مجاميع العلم، فيقرأ في البخاري، وفي مسلم، وفي المُغني، وفي كتاب
سيبويه، بل المبتدئ يتدرج معه في العلم شيئًا فشيئًا، أما أن تأتيه بالمطوَّلات
والمُفصَّلات، فهذا تعب بلا فائدة، ولا يأخذ من العلم شيئًا؛ لأنه يسير على غير
طريق التربية الصحيحة، وأتى العلم من غير بابه، قال تعالى:﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن
ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ
أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة: 189].
فالمبتدئون يُلقَّنون الواجبات فقط، ولا يؤتى لهم بالتفريعات
والتفصيلات، وإنما يُلقَّنون الواجب من أمور دينهم، فإذا ما تجاوزوا مرحلة
البداية؛ فإنه يُتَوسَّع معهم في التعليم، وهو ما يُسمَّى بالتخصص، فيبين لهم
الأقوال، والأدلة، والترجيحات بعدما يدخلون من باب العلم، ويحصلون على المبادئ،
فيتدرج معهم شيئًا فشيئًا: من الكتب المختصَرة، إلى الكتب المتوسطة، إلى الكتب
المُطوَّلة، هكذا يكون تعليم العلم، وهذه طريقة التربية الصحيحة.
الطاعات
تنقسم إلى: واجبات، ومُستحبَّات.
السُّنَّة إذا أُطلِقت يراد بها: ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من عقيدة وعبادة، وتُطلَق العقيدة، ويقال لكُتبها: «كتب السُّنَّة» ككتاب «السُّنَّة» لعبد الله ابن الإمام أحمد، وكتاب «السُّنة»» لابن أبي عاصم، وكذلك تُسمَّى «كتب الإيمان»، مثل كتاب «الإيمان» لابن منده وغيره.
الصفحة 1 / 116