فَأَجَبْتُكَ
إلَى ذَلِكَ؛ لِمَا رَجَوْتُهُ لِنَفْسِي وَلَك مِنْ ثَوَابِ مَنْ عَلَّمَ دِينَ
اللَّهِ أَوْ دَعَا إلَيْهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ خَيْرَ الْقُلُوبِ أَوْعَاهَا
لِلْخَيْرِ.
وَأَرْجَى
الْقُلُوبِ لِلْخَيْرِ مَا لَمْ يَسْبِقِ الشَّرُّ إلَيْهِ،
****
فبادر الطفل وهو غَضٌّ؛ ليمكن تعديله، أما إذا كبر، فلا
تقدر أن تعدله.
يقول لشيخه ومُعلِّمه: أجبتك إلى ما طلبت، وألَّفت هذه
الرسالة ومقدمتها؛ رجاء الثواب من الله لي ولك؛ لأن مَن دل على الخير فهو كفاعله،
ومعلمه يشترك معه في الثواب؛ لأنه هو الذي علمه ذلك، ووجَّهَه إليه.
القلوب التي
تتنبه للتعليم النافع هي خير القلوب، أما القلب القاسي، والقلب الذي لا يقبل
التعليم فهذا محروم.
أي: أرجى القلوب
للخير ما كان خاليًا من الشر الذي لم يُوجَّه توجيهًا سَيِّئًا، وفي وقتنا الحاضر
الذي لم ينشغل بهذه المحدثات، وهذه الآليات التي تجلب الشر من الإذاعات، والتليفزيون،
والإنترنت، وغير ذلك من البلاء الذي انفتح على الناس، وصار بِيَدِ الطفل والطفلة،
وبِيَدِ كل أحد، فهذه وسائل شر سبقت إلى قلوب الشباب، ولا يمكن بعد ذلك صرف الشباب
عنها، ولكن لو منعت منها في الأول، صارت قلوبهم قابلة للخير، خالية من الشر، فيجب
ملؤها بالخير وإبعادها عن الشر، قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ****
فصادَف قلبًا فارغًا فتمكَّنَا
فيجب التَّنبُّه لهذه الأمور.
الصفحة 1 / 116