وَأَوْلَى مَا
عُنِيَ بِهِ النَّاصِحُونَ، وَرَغَّبَ فِي أَجْرِهِ الرَّاغِبُونَ: إيصَالُ
الْخَيْرِ إلَى قُلُوبِ أَوْلاَدِ الْمُؤْمِنِينَ.
****
والمصيبة أن يسبق الشر إلى القلب؛ فيَصْعُب انتزاعه من
القلب، فاحفظ أولادك، واحفظ طلابك من وسائل الشر، وما أكثرها اليوم! وما أقل وسائل
الخير!.
فالخطر شديد الآن على شباب وشابات المسلمين؛ لأن وسائل
الشر قد انتشرت، وصارت بأيديهم.
أَوْلَى ما يعمله الناصحون، والمعلمون، والدعاة إلى
الله: أن يعتنوا بشباب المسلمين، ويوجهوهم الوجهة السليمة، ويبعدوا عنهم المشاحنات
والحزبيات، ومَدْح فلان وذَم فلان، فيبعدون عنهم هذه الأمور التي شغلت أكثر الشباب
اليوم: ماذا تقول في فلان؟ وهل أنت من تلاميذ فلان؟ هذا شغلهم الآن.
وهذا لا يصلح يا عباد الله، فيجب أن يُخلِص المعلمون في تعليم طلابهم، ويبعدوهم عن هذه المشاحنات، والفتن، والاختلافات، ويُلزِموهم طريقًا واحدًا، وهو طريق أهل العلم، وطريق السَّلف الصالح، وينشِّئوهم عليه، هذا هو الواجب على المُعلِّم الذي يُعلِّم التعليم النافع، أما الذي يُعلِّم الطلاب هذه الأمور فهذا يفتنهم، وما أكثر مَن يقومون بهذا في المدارس وفي غيرها! تجد هَمَّهم: ماذا تقول في فلان؟ احذر من فلان، لا تجلس مع فلان، ويترك شرح المقرر المَوكول إليه شرحه؛ ليعرف الطالب الطريق الصحيح من غيره وذلك: «إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين»، هكذا يجب أن يكون المعلم
الصفحة 2 / 116