وهذه
الساعة، وهذا الوقت الذي تنتهي به الدنيا، وتبدأ به الآخرة لا يعلمه إلا الله، وقد
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تقوم الساعة في يوم الجمعة ([1])،
قال تعالى: ﴿ف فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم
بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ﴾
[محمد: 18]، أي: علاماتها.
فعلامات الساعة على ثلاثة أقسام:
علامات يسيرة، وعلامات متوسطة، وعلامات كبيرة.
وهذه العلامات منها ما حصل، ومن ذلك: بعثة النبي صلى
الله عليه وسلم؛ فإنه نبي الساعة، قال: «بُعِثْتُ
أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ قَالَ: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى ([2]).
وعلامات
متوسطة، وحصل منها ما حصل، ويحصل ما بقي، وبقيت العلامات الكبرى التي إذا بدأ
أولها تتابعت، وهي:
* خروج
الشمس من مغربها.
* وخروج
الدابة التي تكتب على جباه الناس كافرًا أو مؤمنًا، وهي دابة تخرج لا تترك أحدًا
إلا جعلت عليه علامة: من الكفار أو من المسلمين، فيصبح الناس يتنادَون: يا كافر،
يا مسلم.
* ومنها: خروج يأجوج ومأجوج، وهم قوم من بني آدم لا يكادون يفقهون قولاً، ويفسدون في الأرض، وقد طلب الناس من ذي القرنين أن يجعل بينهم وبين الناس سدًّا، فقام ذو القرنين بما أعطاه الله من
الصفحة 1 / 116