القوة والإمكانيات، فبنى السد الذي لم يستطيعوا
أن ينقبوه، ولم يستطيعوا أن يظهروا عليه؛ فحال بينهم وبين الناس إلى أجل محدود، ثم
يَنْدَكُّ هذا السَّد؛ فيخرج يأجوج ومأجوج على الناس، ويحصل منهم ما يحصل، قال: ﴿قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ﴾ [الكهف:
98]، يعني هذا السَّد.
﴿قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ
فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا ٩٨وَتَرَكۡنَا
بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ
جَمۡعٗا ٩٩﴾ [الكهف: 98- 99] حتى يهلكهم الله عن آخرهم، ويسلم
المسلمون من شرهم كما جاء في الأحاديث ([1]).
* ومن العلامات الكبرى: ظهور المهدي، وهو من نسل الحسن بن علي رضي الله عنهما، يظهر في وقت خلاف، ثم يبايعه الناس، ويسير بالناس سيرة حسنة، ويملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جورًا، ويجاهد في سبيل الله، ثم ينزل المسيح الدجال في آخر عهد المهدي، وهو الفتنة الكبرى، والمصيبة العظمى، ثم ينزل المسيح ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقتل الدجال، ويستريح المسلمون من شره، ثم يظهر يأجوج ومأجوج، فهذه العلامات الكبار المتلاحقة، ثم يقبض الله أرواح أهل الإيمان، ولا يبقى إلا الأشرار، ولا يبقى من يقول: «الله الله»، ثم تقوم عليهم الساعة -والعياذ بالله-، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ» ([2])، هذا مُلخَّص لعلامات الساعة.
([1]) كما جاء في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (2937).