* ومنها: النار التي تسوق الناس إلى
المحشر، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وتسوقهم إلى المحشر ([1])،
وهي نار تخرج من قعر عدن كما في الحديث ([2]).
فهذه علامات أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء ذكر بعضها في القرآن الكريم، ولكن متى تقوم الساعة بالتحديد؟ هذا لا يعلمه إلا الله، فالذين يحسبون الحسابات الآن من الدجاجلة، ويقولون: «تقوم الساعة في سنة كذا، أو في يوم كذا»، فهؤلاء كذابون ودجالون؛ لأنه لا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله، والملائكة لا يعلمون، والرسل لا يعلمون، فكيف يعلمها هؤلاء؟ هذا كله كذب وتدجيل، وليس المهم أن تعلم متى تقوم الساعة، المهم أن تعمل لها؛ ولذلك لما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: «وَمَاذَا أَعْدَدتَّ لَهَا» ([3])، فالمدار على العمل، وليس المهم أن تعرف متى تقوم الساعة، فهذا ليس لك فيه مصلحة، ولو كان فيه مصلحة لبَيَّنه الله لنا؛ ولهذا فإن المشركين من شدة تحديهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتكذبيهم له يسألون الرسول إذا دعاهم إلى العمل الصالح، وإلى الاستعداد للساعة، قالوا: متى تقوم الساعة؟ والله يجيبهم: ﴿قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّيۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقۡتِهَآ إِلَّا هُوَۚ﴾ [الأعراف: 187]، فليس من مهمة الرسول أن يُعْلِمَهم وقت قيام الساعة، وإنما مهمة الرسول أن يدعوهم
([1]) كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (6522)، ومسلم رقم (2861).