إلى
التوحيد، والعبادة، والعمل الصالح، وينهاهم عن الشرك، والكفر، والمعاصي، هذه مهمة
الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿يَسَۡٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا
عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ [الأحزاب: 63].
وقيام الساعة الكبرى يحصل على الناس جميعًا، وأما
بالنسبة للأفراد، فكل من مات؛ فقد قامت قيامته، وحصلت ساعته، ومن مات انتهى من هذه
الدنيا، ودخل في البرزخ الذي بين الدنيا والآخرة، فالإيمان بقيام الساعة واليوم
الآخر، وبما في اليوم الآخر من جنة ونار، ومن حساب وعقاب، وموازين، وصحف الأعمال،
وإعطاء الناس صحفهم باليمين أو بالشمال، فهذا كله من أمور القيامة وما يجري فيها،
والصراط الذي على متن جهنم يمرُّ عليه الخلق، كل هذا من أمور يوم القيامة التي يجب
الإيمان بها، ولا يجوز الشك في شيء منها.
فالمشركون أنكروا البعث؛ وذلك لأنهم قاسوا قدرة الله على
قدرتهم، فقالوا: «كيف يموت الإنسان، ويصير
ترابًا ورميمًا، ثم يُبعَث، وتدب فيه الحياة مرة ثانية، ويحيا؟! ذلك رجع بعيد»،
قالوا: ﴿أَءِذَا
مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الصافات: 16]، وقالوا:﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا
أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا﴾
[الإسراء: 49].
هذا منتهى عقولهم، ونسوا قدرة الله، وأن الله لا يعجزه
شيء، والله جل وعلا رد عليهم بأدلة في القرآن الكريم، منها:
أن الذي قدر على بداءتهم قادر على إعادتهم، وهو خلقهم من
غير شيء، وأوجدهم من عدم؛ فهو قادر على أن يعيدهم.