وَلاَ
وَلَدَ لَهُ، وَلاَ وَالِدَ لَهُ ،
****
فيعبد معه، قال
جل وعلا: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى:
11]، وقال: ﴿فَلَا
تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ﴾
[النحل: 74]، فتشبهونه بغيره،وقال: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾
[مريم: 65]، والسَّمِيُّ: هو المُشابِه له، أي: لا شبيه له، ولا تعلم من
يستحق العبادة سِواه.
كما قال جل وعلا: ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ﴾
[الإخلاص: 3]، يعني: ليس له بداية، وليس له نهاية، وليس له شبيه من خلقه؛ لأن
الولد شبيه بالوالد وجزء منه، قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ﴾ [الزخرف: 15]، يعني: ولدًا، فالولد جزء من الوالد، وهذا
فيه:
ردٌّ على النصارى الذين قالوا: «المسيح ابن الله»، تعالى الله عما يقولون!
·
وردٌّ على
المشركين من العرب الذين قالوا: «الملائكة
بنات الله».
فالذين أثبتوا الولد لله نوعان:
النوع الأول: النصارى،
أثبتوا له البنين.
النوع الثاني:
المشركون، أثبتوا له البنات.
والله جل وعلا رد على الفئتين: ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ﴾ [الإخلاص: 3]، فالله ليس له ولد؛ لأنه ليس بحاجة إلى الولد؛ ولأن الولد يشبه الوالد، وهو جزء منه، والله ليس له جزء مخلوق ولا شبيه؛ تعالى الله عن ذلك! والولد شريك للوالد، والله جل وعلا لا شريك له في ربوبيته وأُلُوهيته وأسمائه وصفاته؛ فهو مُنزَّه عن الوالد والولد.