فدل: على أن الإيمان شُعَب، وليس شيئًا
واحدًا، بل هو شُعَب كثيرة، فكل الأعمال الصالحة كلها من شُعَب الإيمان.
أما المُرجِئة فهم يُخرِجون الأعمال من حقيقة الإيمان
وتعريفه، وهم فِرَق:
1- منهم من يقول: «إن
الإيمان قول باللسان فقط»، وهم الكرامية.
2- ومنهم من يقول: «الإيمان
اعتقاد بالقلب فقط»، وهم الأشاعرة.
3- ومنهم من يقول: «الإيمان
اعتقاد بالقلب، ونُطْق باللسان فقط، ولا يدخل فيه العمل»، وهم مُرجِئة
الفقهاء.
4- ومنهم من يقول: «الإيمان
مجرد المعرفة في القلب، وإن لم يعتقد»، وهم الجهمية، وهم شر فِرَق المُرجِئة،
فكلهم متفقون على أن العمل لا يدخل في الإيمان؛ ولذلك سُمُّوا بالمُرجِئة من
الإرجاء، وهو التأخير؛ لأنهم أخروا العمل عن مُسمَّى الإيمان.
وأما كون الإيمان يزيد بالطاعة، فهذا في القرآن، قال
تعالى: ﴿وَيَزِيدُ
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ﴾
[مريم:76]، وقال: ﴿وَإِذَا
تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾
[الأنفال: 2]، وقال: ﴿وَإِذَا
مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ
إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ
يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [التوبة:
124]؛ فدلت هذه الآيات: على أن الإيمان يزيد.
وكذلك ينقص الإيمان بالمعصية ونَقْص العمل، قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ