وَلاَ
يَكْمُلُ قَوْلُ الإِْيمَانِ إلاَّ بِالْعَمَلِ، وَلاَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ إلاَّ
بِالنِّيَّةِ ،
****
بِيَدِهِ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ،
وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1])،
وفي لفظ آخر: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ
مِنَ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([2])؛
فدل على أن الإيمان قد يكون ضعيفًا، وقد يكون قليلاً، وقد يكون مثقال حبة من خردل،
وفي الحديث: أن الله تعالى يقول: «أَخْرِجُوا
مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ
إِيمَانٍ» ([3])،
فيكون الإيمان مثقال حبة من خردل، وهذا أقل شيء، ولكن الله ينجي صاحبه يوم القيامة
من النار بإيمانه، ولو كان قليلاً؛ فدل على أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات،
وينقص بالمعاصي، فكلما أطعت الله؛ زاد إيمانك، وكلما عصيت الله؛ نقص إيمانك.
والزيادة والنقص في الإيمان يكونان بالأعمال، فإن كثرت
الأعمال الصالحة؛ زاد الإيمان، وإن نقصت؛ نقص الإيمان.
الإيمان يكون
إيمانًا كاملاً، ويكون إيمانًا ناقصًا، وكمال الإيمان على نوعين: كمال واجب، أو
كمال مستحب.
لا بد في القول والعمل أن يكون بنيَّة، أما بدون نيَّة، فلا يعتبر، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([4])، مَن قال كلمات طيبة ولكنه لم يَنْوِ؛ فليس له شيء، وكذا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
الصفحة 4 / 116