الصحيحة، وليست الحرية أنك تنطلق على حسب هواك،
وتزكي نفسك، هذه ليست بحرية، هذه بهيمية، وهي عين الاستعباد، قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتَ
مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ﴾ [الجاثية: 23]، هذا عبد لهواه، فاتخذ معبوده هواه، فما
يسوغ هواه؛ يأخذ به، وما يُخالِف هواه؛ يرفضه كاليهود، قال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا
جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا
كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ﴾
[البقرة: 87]، لِمَ ذلك؟ لأنهم يردُّونهم إلى الحق، وهم يريدون الانطلاق إلى
أهوائهم.
فالحرية الصحيحة هي اتباع الكتاب والسُّنَّة؛ لأنهما
يُحرِّران العقول، ويُحرِّران العبيد من الأهواء، ومن الشهوات، ومن الأفكار، ومن
الآراء الضالة والشاذة، بل يُحرِّران الناس من عبادة الأشجار والأحجار، والشيطان،
والطواغيت.
وهذه هي الحرية الصحيحة، تكون باتباع الكتاب والسُّنَّة،
وأما مخالفة الكتاب والسُّنَّة، فهذه عبودية، وليست حرية، فيكونون عبيدَ أهوائهم،
وعبيدَ أفكارهم ورغباتهم، وعبيدَ مَن قلَّدوهم على ضلال.
وبعد أن صلى وسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وهُمْ: المؤمنون من قرابته صلى الله عليه وسلم الذين تحرم عليهم الزكاة، وهم آل العباس، وآل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، فهؤلاء هم قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم آله، وكذلك من آله: أتباعه على دينه، فكل مَن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن به؛ فإنه من آله، ولكنه ليس من قرابته، فالآل على قسمين: القرابة، والأتباع الذين على دينه، والقرابة جمعت بين فضيلتين: فضيلة القرابة، وفضيلة