×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

 الإيمان، أما غير القرابة، فأخذ فضيلة الاتباع والإيمان فقط، وأصحابه رضي الله عنهم داخلون في الآل بمعنى الأتباع، ولكنه ذكرهم على انفراد؛ لأجل الاهتمام بحقهم رضي الله عنهم؛ لكونهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به، وآزروه، ونصروه، وجاهدوا معه؛ فهم لهم الفضل على هذه الأمة، ففضل الصحبة فضل لا يدركه غيرهم، مهما عظم الإيمان والتقوى ممن جاء بعدهم، فلن يصل إلى درجتهم؛ لأن معهم درجة الصحبة للرسول صلى الله عليه وسلم، فهم أفضل هذه الأمة؛ لصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يشاركهم غيرهم في ذلك.

وزوجاته أمهات المؤمنين من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهل بيته، قال الله سبحانه وتعالى مخاطبًا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا ٣٢وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣ [الأحزاب: 32- 33].

وهذه الأوامر تشترك فيها النساء المؤمنات؛ فالقرار في البيوت لنساء المؤمنين، والحجاب لنساء المؤمنين، وإن كان أصل الخطاب لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم، فهن القدوة، فإذا كانت نساء الرسول صلى الله عليه وسلم مأمورات بالحجاب، ومأمورات بتجنب التبرُّج، والتزيُّن عند الخروج، والتطيُّب، ومأمورات بالقرار في البيوت، ومأمورات بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ومأمورات بطاعة الله ورسوله، فكذلك نساء الأمة؛ لأن نساء


الشرح