×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

 الرسول صلى الله عليه وسلم هن القدوة لنساء المؤمنين، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ [الأحزاب: 33]، الرجس: هي نجاسة المعاصي والذنوب. ﴿وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا [الأحزاب: 33] لا؛ فدل على أن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس بيت الرسول خاصًّا بقرابة الرسول، بل أزواجه من أهل بيته؛ لأن الخطاب موجَّه لهن.

وذرية الرسول صلى الله عليه وسلم بناته من خديجة رضي الله عنها، وأولاد فاطمة رضي الله عنها؛ لأن أولاد فاطمة رضي الله عنها أولادٌ للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه جَدهم، فأولاد فاطمة رضي الله عنها، وأولاد أولادهم، ونسلهم كلهم من أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم، لهم القدر والمكانة، إذا هم اتبعوه، وآمنوا به، ولا يكفي أنهم من قرابة الرسول؛ فأبو لهب هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لما كان كافرًا، لم ينفعه ذلك، لم تنفعه القرابة؛ فالقرابة وحدها لا تكفي، بل لا بد من القرابة مع الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، فالذي يقول: «أنا من قرابة الرسول» ولا يتبعه؛ ليس من آله، وإن كان من قرابته؛ فليست كل قرابة الرسول من آله.

هذا آخر التعليق على هذه العقيدة التي تضمَّنتها مقدمة الإمام الشيخ ابن أبي زيد، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين، وبهذا تم الشرح.

***


الشرح