×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

 يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤ [الإسراء: 13، 14]، ويُقرِءُون مَن كان يقرأ في الدينا ومَن لم يكن يقرأ؛ ليعرف عمله وجزاءه، فمنهم من يؤتى كتابه باليد اليمنى؛ إكرامًا له فيفرح، ومنهم من يؤتى كتابه بشماله -والعياذ بالله-؛ فيحزن عند ذلك، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ [الحاقة: 19]، يقول للناس من حوله فرحًا: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ١٩إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ ٢٠ [الحاقة: 19، 20]، أي: تيقنت أنني مُلاقٍ الحساب، فعملت أعمالاً صالحة، ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٢١فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ ٢٣كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ ٢٤وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ ٢٥ [الحاقة: 21: 25]، أي: باليد اليسرى، ﴿فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ [الحاقة: 25]، يتمنى أنه لم يؤتَ كتابه؛ لأنه فضحية وسوء، ﴿وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ ٢٦يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ ٢٧ [الحاقة: 26، 27]، أي: يقول: ليتني لم أُبْعَث، ويا ليتها كانت الموتة النهائية، ولم أُبعَث، ﴿مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ ٢٨هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ ٢٩ [الحاقة: 28- 29]؛ يتحسر -والعياذ بالله-، فيقول الله عز وجل لملائكته:﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ [الحاقة: 30- 31]، إلى آخر الآيات.

فأهوال يوم القيامة صعبة، فما يلاقيه العباد يوم القيامة أهوال عظيمة وشدائد، لكن المؤمنين يكونون في مأمن، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ ٤١وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشۡتَهُونَ ٤٢ [المُرسَلات: 41-42].


الشرح